مدخل :
بعيداً عن الدنيا و بعيداً عن العالمين !
في سُكونْ الظلام ْ .. استيقظتْ ،
" لأناجي ربي وحدي "
دعوتُه ، بكيتُ من خشيته ، ذاك الذي في يسارِي امتلأ حباً له فبكى ،
أخبرتُهُ كُل مَا يجولْ في خاطري ،
حَتى كادتْ الروح تخرج لِلُقْياه ..
كَمْ التَهينا .. كَمْ بَكينَا لأجلْ الدُنيا و لَمْ نَبكيْ من خشيته
بربكم ؛ أرادَ رؤيتنا فَجعلها خَمساً فيْ اليومِ .. يوماً بعد يومٍ نَستعجل فَي تَقليل قَضاء يوَمنا معهُ
بل :
قال لنا : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
لَمْ ندعوه بسبب أنشغالنا لأن مشاغلنا أهم .!
ليس هذا فحسب، بل :
نزل إلى سماء الدنيا لَعلْ هُنالك شَخصًا مُتوجعًا ، مُتألمًا ، مُتعبًا ، مُرهقًا ،
فيستجيب دعاءَه ، ويُذهب آلامه.
كان أبو هريرة يقول : حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو فيقول أصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش فقلت لمحمود بن لبيد كيف كان شأن الأصيرم قال كان يأبى الإسلام على قومه فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد بدا له الإسلام فأسلم فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة فبينا رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به قالوا والله إن هذا للأصيرم وما جاء به لقد تركناه وإنه لمنكر هذا الحديث فسألوه ما جاء به فقالوا ما جاء بك يا عمرو أحدثا على قومك أو رغبة في الإسلام فقال بل رغبة في الإسلام آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلت حتى أصابني ما أصابني فلم يلبث أن مات في أيديهم فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لمن أهل الجنة
الراوي: أبو هريرة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/365
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
لم يسجد لله سجدة واحدة في حياته .. ((تخيلوا معي ، لم يسجد لله سجدة وهو في الفردوس الأعلى ))
قال الإمـام الشافعي: كلما تعلقت بـشخص تعلقاً ، أذاقك الله مر التعلق لـتعلم أن الله يغار على قلب تعلق بغيره , فيصدك عن ذاك لـيردك إليه .
بِربِكمْ هَل هُناك أحدٌ مِثله ،
ألَمْ تبكِ قُلوبكمْ .. أَقربُ الناس لكْ لَم يفعل مِثلما فَعلَ سُبحانه ، ولَنْ يَستطيعوا .
يُحبنا .. أرادنا أن نذكره دائماً ونتقرب إليه ، فَلمْ نَقتربْ على العكس تماماً نَبتعد
أعطانا كُل شي مع هَذا لَم نقل : الحمد لله .. ابتلانا لأنه أراد أن نَتعلق به أكثر فأكثر ولنَعرف أننا لا بد أن ندعوه ونلجأ إليه ونعتمد عليه في كل أمور حَياتنا ، لا يريدنا أن نَبتعد أو ننَشغل عنه .
لَكنْ تذكر : ستفنى كل السعادات ؛ و ترحل كل اللحظاتَ الجميلة وتبقى سعادتك بالله مستديمّة معكَ وترافقكِ في قَبرك
اهتَز كيانُك إذا مَاذا تنتظر ..!
ناجه في الليل ، لا تكنْ مَن الغافلين ، وتعَلق به ، و أحِبَّه ،
لأنهُ لا يستحقْ الحُبَ غَيره ،
{ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الحجر /49.
مخرج :
ما أجَمل مُناجاتنا مع الله ،
عند وضع جِباهنا في الأرض، قد لا نَتكلم لكنُه سبحانه يعَلم ، عند رفع الأكفَ تخَرجُ مِنا المَشاعر فَبل الكلام
ما أجمل أن تقول : " يا رب " : قـد أذنبتُ ، قـد أخطأتُ ، قـد أسأتُ ، قـد قصرتُ
فيقـول لك الله يا عبدي: قـد عفـوتُ ، قـد صفحتُ ، قـد غفــرتُ ، قـد رحمـت ?