ساندي عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 03/06/2013
| موضوع: ابتسم ...فابتسامتك عبادة !! الإثنين يونيو 03, 2013 9:44 am | |
| أيا قارئ سطوري....على رِسلِك
وقبل أن تسترسل في القراءة .... هلاّ رسمت على شفتيك ابتسامة عريضة . نابعة من أعماقك , صادقة من قلبك... جرّب و لن تخسر شيئا...
تمديدٌ لعضلات الوجه مع نيّة خالصة لوجه الله تعالى و حبّا فيه و حسب !!
يقول الشاعر :
هشت لك الدنيا فمالك واجماً *** وتبسمت فعلام لا تتبسم
إن كنت مكتئباً لعزُ قد مضى *** هيهات يرجعه إليك تندم
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
إنّها الابتسامة..... سلوك سوي و فعلٌ هيّن سهلٌ....لن يكلّفك الكثير و لا المال الوفير...ثمنها زهيدٌ و أثرها أكيدٌ....
أتذكّر حين كنت تلميذة بمقاعد الدّراسة , كتبت لصديقتي عبارة أستنصحها و أطلب رأيها فيها ,كانت تلك العبارة تقول :
" الابتسامة أبخس ثمنًا من الكهرباء و لكنّ نورها أقوى من نور الكهرباء "
إحساس عابرٌ جعلني أكتب ذلك و لم أكن أفقه وقتئذ من أمور الدّنيا إلاّ الشيء البسيط.... !!
أمّا اليوم فتعلّمتُ أنّ الابتسامة صدقة كما أخبرنا رسولنا الكريم
صلى الله عليه و سلّم
في الحديث :♦♦ و تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة ♦♦
رواه الترمذي - فإن كانت صدقة فهي بالتالي عطاء و ما أجمل أن نعطي الآخرين
لنسعدهم و ندخل الفرح إلى قلوبهم المرهقة و نفوسهم المحبطة. فبالابتسامة قد نصنع سعادة غيرنا بأقلّ التكاليف و أبخس الثمن , ليس شرطا أن نبذل الماللإسعاد غيرنا, فحتى الفقير منّا يستطيع فعل ذلك , فقد جاء في الحديث الشريف : [ إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ] صحيح مسلم
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
و لنا في رسول الله أسوة حسنة , فهاهو سيّد الخلق عليه أفضل الصلاة و السّلام يتبسّمو يضحك في وجه كلّ من يلقاه .فعن جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال : [ ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ] (رواه البخاري)
حتى عند استيائه من بعض الأمور أو عند تعرّضه لموقف مستفزّ, كان عليه الصلاة و السلام يقابل ذلك بالتريّث و حسن المعاملة
كما جاء في رواية الحديث الذي انفضّت له دموعي و أنا أستعرض أحداثه :
عن أنس رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة ، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بين العنق والكتف ) وقد أثرت بها حاشية البرد ، ثم قال : يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك ،
فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك ، ثم أمر له بعطاء [ متفق عليه فتح الباري 10/375]
ما أحلمك يا رسول الله !!
ثمّ هاهو رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام في آخر لحظات عمره ينتظر أن تفيض روحه إلى بارئها
و رغم ذلك يتبسّم و يضحك ... لأنّ الابتسامة كانت مبدأً و خلقا و سلوكا انتهجه في التعامل مع كافّة النّاس باختلاف أجناسهم و أديانهم و عقولهم يقول أنس[ كما في الصحيحين ] : ♦♦ بينما المسلمون في صلاة الفجر من يوم الاثنين و أبو بكر يصلّي بهم لم يفجأهم إلاّ رسول الله _صلى الله عليه و سلّم_ قد كشف ستر حجرة عائشة , فنظر إليهم و هم في صفوف الصلاة , ثمّ تبسّم يضحك ♦♦
ما أرحمك يا رسول الله !!
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
لم يبخل يومٌا صلى الله عليه و سلّم بابتسامته و هو من كان يحمل همّ نشر دين الله
و همّ أمّته ....
و يأتي اليوم من يدّعي الجديّة ويظنّ أنّها من الإسلام ,
فتراه مكفهرًّ الوجه...مقطّب الجبين و كأنّه يحمل جبالا على عاتقيه , فتجد النّاس قد ولّوا عنه و تجنّبوا الاحتكاك به , فأنّى له التأثير عليهم و دعوتهم إلى سبيل الله ؟؟ !!
وهناك من يدّعي أنّ التبسم يُفقِد الشخص هيبته و ينقص من مكانته
فيتسرّب الغرور إلى نفسه , و قد يفضي ذلك إلى التكبّر على خلق الله في حين أمرنا نبينا الكريم بالتواضع : ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه (مرفوعا):[ما تواضع لله أحد إلا رفعه ].
و مَنْ أعظمُ شخصية ٍ و أعلى مكانةٍ في الكون من نبينا الكريم ؟؟
و رغم ذلك كان بسّاما ضحّاكا متواضعا حليما .... ♦♦ وعن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم كثيراً ، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت قام ،
وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية ، فيضحكون ، ويبتسم♦♦ (رواه مسلم) .
هذا غيض من فيض المواقف التي تظهر لنا حلم الرّسول صلى الله عليه و سلّم
و لطفه و لينه و سماحتهوكلّ ذلك جعله يتميّز بشخصية فذّة عظيمة لا نِدَّ لها , انبهر لها كلّ من سمع أو عرف عنها , فتمكنّبذلك من شدّ القلوب و النّفوس إليه فأحبّه الصغير و الكبير . و القريب و البعيد , و المسلم و غير المسلم
فكانت تلك أنجع وسيلة لهدي كثير من النّاس إلى دين الله ,
و هو القائل عليه الصلاة و السلام: [إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ] ( متفق عليه)
وقال صلى الله عليه وسلم:
[إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه ] (رواه مسلم).
فلنتبع هديه عليه الصلاة و السلام ولنتأسّى به و لنجعل الابتسامة لا تفارق شفاهنا
لتزيد وجوهنا نورا و ضياءً , و لنُمطِر بها ظمأ قلوبٍ يئست من الدّنيا
لنعيد إليها الأمل فتدبّ إليها الحياة من جديد .قال الله تعالى
في سورة المائدة آية 32: { وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً }
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
و لا زال هناك من النّاس من يمتنع عن الابتسامة و يستبدلها بعبوسٍ و تَجَهُّمٍ
اعتراضا على قضاء الله وقدره , وتعبيرا عن عدم الرضا عن حاله , و لمثل هذا نقول : إنّك لن تغيّر من القدر شيئا بعبوسك و تشاؤمك , و إنّك لتظلم نفسك و غيرك بسلوكك ذاك , و اعلم جيّدا أنّ ملازمة الهموم
و الأحزان تفتك بالصحّة و الأبدان و التقطيب في وجه أخيك قد يجعلك تخسرهو إلى الأبد !!
ولا يخفى على أحد منّا ما أكّده العلماء على أنّ الإنسان حين يبتسم
يستخدم ثلاث عشرة عضلة وحسب,تزيد من رونق و صفاء الوجه , بينما يستخدم أربعا و سبعين عضلة حين يتجهّم , تجعل الوجه يبدو شاحبا و مليئا بالتجاعيد.... فانظر أنت ماذا تختار, فلديك عقل يفكّر, و بين الصّالح و الطّالح يقرّر
و لا يقتصر فضل الابتسامة عند هذا الحدّ , بل يتعدّاه إلى أبعد من ذلك ,
فهي تعود على صاحبها بالرّبح الوفير من الخيرات و الطيبات , والأجر و الحسنات , و يكفي أنّها صدقة يثاب عليها كباقي الصّدقات....
قال الرسول عليه الصلاة و السّلام:♦♦ لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق♦♦
(رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان) .
فمن كان جوادا كريما بابتسامته المشرقة المعبّرة الصّادقة في وجه النّاس ,
حتما سيجد من يوقد تلك الشّعلة في نفسه إن هي يوما خمدت بسبب الهموم والأكدار
فلنزرع البسمة في كلّ مكان حتى نجني ثمارها يوم الحصاد !!
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
لنحرص عليها في بيوتنا حتى تشعّ سعادةٌ , و لنغرس تلك الخصلة الحميدة
في نفوس أبنائناو ذلك بالقدوة الحسنة , فالولد الذي عهد والديه بالابتسامة المشرقة و الرّوح الخفيفة اللّطيفة, سيتعلّم منهما كيف يكون بشوشا , طليق المحيا , و من عاش بين أبوين عصبيين عبوسي المحيا , فسيؤثرذلك عليه سلبًا فتقلّ لديه الابتسامة و يصعب عليه حينئذ كسب قلوب النّاس و الفوز بمحبّتهم
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
ولمن استصعب الابتسامة و عكف على العبوس أقول: ربّ نفسك على رسم الابتسامة على محيّاك ,
جاهدها على فعل ذلك
ألا أدلّك على شيء إن فعلته عثرت على السّعادة التي طالما بحثت عنها ؟؟
قبل بدء يوم جديد و قبل مباشرة أعمالك اليومية , ادخل حجرتك ,
اغلق الباب على نفسكتوجّه إلى مرآتك , انظر إلى نفسك و أنت مقطّب الجبين ....
ثمّ ارسم على شفتيك بسمة رقيقة نابعة من أعماقك ...
انظر إلى نفسك...ألست أجمل ؟؟ ألست أفضل حالٍ من ذي قبل ؟؟
روّض نفسك على فعل ذلك كلّ يوم و ستجد لذلك أثرا بالغا في نفسك
و في نفس كلّ من تقابله و تتعامل معه , و استحضر ببالك أنّك كذلك تقدّم صدقة بأقلّ مجهود ومن دون عناء و بأقلّ التكاليف
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
نعم ....ابتسم و لا تنتظر أن يبتسم لك الآخرون , ابدأ أنت و سترى أنّ غيرك
سيُصاب بعدوى الابتسامة من دون أن يشعر, لأنّ تبسّمك سيشعره بالسّعادة و السّرور فيردّ لك ابتسامةً كنت أنت السّبب في وجودها !!
و إن شعرت يوما ما أنّ النّاس يصْدِفون عنك, فاعلم أنّ ثمة خلل ما بنفسك
أو سلوكك قد سدّ الباب بينك و بين غيرك , حينها أوّل شيء يجب أن يتبادر إلى ذهنك هو نوعية حالتك النفسيّة و أنت تواجه الآخرين وتتعامل معهم :
أبِاللّين و طيب النّفس تسير أم بالشدّة و تقطيب الجبين ؟؟
هنا أوصيك بتغييرطريقةِ و أسلوبِ تعاملك وتصرفاتك ,
وأقدّم لك أوّل المفاتيح : ارسم ابتسامة مشرقة صادقة على شفتيك و ستلحظ سحرها على غيرك مباشرة و سريعا
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
لاحظ معي مقولة ابن القيم و تمعّن فيها جيدا , لعلّك تغيّرمن نظرتك إلى الآخرين
فتسعى إلى التغيير من نفسك و سلوكك لتتمكن من التأثيرفيهم , فتهدي إلى الطريق المستقيم من يحتاج إلى الهداية فتصبح بالتالي داعية إلى الله وعبدا من عبادهالمخلصين .قال ابن القيم:
◘◘ [ إنّ النّاس ينفرون من الكثيف ولو بلغ في الدين ما بلغ ، ولله ما يجلب اللطف
والظرف من القلوب فليس الثقلاء بخواص الأولياء ، وما ثقل أحد على قلوب الصادقين المخلصين إلا من آفة هناك ، وإلا فهذه الطريق تكسو العبد حلاوة ولطافة وظرفا ،
فترى الصادق فيها من أحبى الناس وألطفهم وقد زالت عنه ثقالة النفس وكدورة الطبع◘◘
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
يا مَنْ تريد المضي في طريق الدّعوة إلى الله
اختصر الطّريق و انتهج هدي نبيك الكريم و اتخذ لك أفضل الوسائل لمواصلة المشوار
وطّن نفسك على اللطافة و البشاشة و لين الجانب و حبّ النّاس...
لا تكن غليظا عبوسا متكبّرا فينفضّ الآخرون مِنْ حولِك
فتمسي وحيدا و قد ذهبت جهودك أدراج الرياح , حينها لن تستفيد من سلوكك ذاك شيئا !!
و لتكن البسمة أسرع بريدٍ يمكنك إيصاله لغيركو اجعلها تنير محياك ليصير كالقمر
يهتدي به من ضلّ الطريق ليصل إلى برّ الأمان ....إلى مائدة الرحمن.....
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
أتمنى أن يكون حديثي هذا قد أفضى إلى إقناعكم بأن تجعلوا الابتسامة لا تفارق وجوهكم
و أن تجعلوها جزءا من حياتكم اليومية , لأنّها بكلّ اختصار صدقة و الصدقة عبادة
و بالعبادة تحيا القلوب و تسمو النّفوس !! | |
|
eskac2007 عضو مميز
عدد المساهمات : 163 تاريخ التسجيل : 08/07/2013 الموقع : تونسيه و راسي مرفوع
| موضوع: رد: ابتسم ...فابتسامتك عبادة !! الجمعة يوليو 12, 2013 5:43 am | |
| | |
|