هناك مقطع انتشر لشيخ موريتاني توضأ أمام جمع من الناس، والظاهر أن فيهم بعض الغربيين، وكان هناك من يشرح لهم أفعال الشيخ باﻹنجليزية، وذكر أن هذه صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الشيخ يرويها عن أشياخه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما في نسبة هذه الصفة إلى النبي صلى الله عليه وسلم من خطأ لا يصح السكوت عنه، فقد أجبت بعض من سألني بهذه اﻹجابة:
بسم الله
الحمدلله الذي أكمل لنا دينه، وأتم علينا نعمه، وأوضح لنا ما نحتاجه من أمور ديننا.
وقد توضأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمام صحابته رضوان الله عليهم، ونقل لنا الصحابة صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم بما لا مزيد عليه، وهي موجودة في كتب السنة: الصحاح، والمسانيد، والسنن، والمعاجم، واﻷجزاء، ورويناها عن مشايخنا المسندين بالصفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ من طريق عثمان، وعلي، وعبدالله بن زيد، وابن عباس، وأبي هريرة، والربيع بنت معوذ، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. وليس فيها تكلف هذا الشيخ الموريتاني، غفر الله لنا وله، وليس فيها هذا التكلف في مسح المرأة شعر رأسها من أصوله إلى فروعه، وليس فيه فرك باطن الرجل كما فعل الموريتاني، ومسح الرقبة ليس في شيء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء في حديث مكذوب: (مسح الرقبة أمان من الغل) قال الإمام النووي رحمه الله: "هذا موضوع (مكذوب) ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم".
لذلك ليس في الدين شيء جديد لم يعرفه العلماء، ولم يدون في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما لم يكن في كتب السنة فهو بدعة في الدين، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم تركنا على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
وعن منذر، عن أشياخ من التيم، قالوا: قال أبو ذر رضي الله عنه: "لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علمآ". يعني في أمر الدين.
فلا يمكن أن تكون اﻷمة بأجمعها لا تعلم هذه الصفة، ولم تدون في كتب الحديث، ولم يعلم بها إلا هذا الرجل بعد أربعة عشر قرنآ.
والله الموفق.
وصلني ممن كتبه وهو العلامة الفقيه
د. احمد بن عبدالعزيز الحمدان
مدير مركز الدعوة بجدة سابقا.
والداعية الإسلامي المعروف.
المقطع فيه بدعة اخرى وهى الذكر اثناء الوضوء
جا تني الرسالة السابقة رداً على المقطع الشيخ الموريتاني
منقووووول والله أعلم