ساندي عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 03/06/2013
| موضوع: السكوت من "ذهب" ولم يعد! الثلاثاء يوليو 30, 2013 5:01 am | |
|
أحمد السهيمي مما ابتلينا به في سالف العصر والأوان، الأمثال "المضروبة" التي تغلغلت في عقولنا جيلاً بعد جيل، وغالباً ما تدعو إلى المسكنة والخضوع وأن "يدربي" كل واحد منا رأسه. فمن المقولات الخانعة المستسلمة مقولة الفقر "مد لحافك على قد رجولك"، طيب وإذا كان المسكين "رجوله" طوال ولازم يشتري لحاف ثاني، أو يخيّط لحافين في بعض، يعمل أي شيء منطقي ليوسّع على نفسه، بدلاً من النوم متكوراً في "فروة" ورثها عن أخيه الأكبر سناً والأصغر جسماً. وليس بعيداً عنا المثل الذي يشجع على البلادة وإيقاف التفكير والتعلم حين يقول "العلم في الصغر كالنقش في الحجر، والعلم في الكبر كالنقش في البحر"، أحس أن اللي كتب هذا المثل جاه الزهايمر بدري، وحب يضرب مخ كل المجتمع مع مخه، مع أن كل المؤشرات العلمية تقول إنا نتعلم كل يوم، ولا نزداد غباء كلما كبرنا. ترفع ضغطي الأقوال والأمثال التي تشجع على "الانطمام" و"الاستسلام"، حتى "إذا نطق السفيه" عليك وأشبعك سباً وشتما "فلا تجبه"، لأنه "خير من إجابته السكوت"، طيب ليش خيرٌ؟!، ما أحد يعلّمك، لأنها أصلاً "نصبة تاريخية"! لأنك لو سكتّ للسفيه لـ"دَعَسَ" عليك وأنت ساكت، ولاستلمك كل سفهاء القرية وجعلوا مسبّتك "سنّة مؤكدة"، بينما لو رددت على السفيه، وعاد إلى أهله شاكياً، لأسكت جيرانهم "بزرانهم" عنك! لنتذكر مثلاً المقولة التي تقول "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"، وهو من الأقوال التي تشجّع الناس أن يكونوا مؤدبين وساكتين و"يشربوا الحليب" ويسمعوا الكلام، لأن السكوت من ذهب، وهو في الحقيقة إطفاء للشخصية والأهمية، ولو تعوّد أحد على السكوت أبداً لما عَرف أحد من هو ولا كيف يفكر، وحين فكرت فيها بشكل مختلف اكتشفت أن السكوت فعلاً من "ذهب ولم يعد"! المشكلة أننا "فاهمين" السمع والطاعة غلط، ونتعامل مع الأفكار السابقة على أنها من المسلَّمات، مع أنها قابلة للمناقشة و"الأخذ والعطا". لأن هناك أقوالاً حتى لم يكملها أصحابها، وليس من المعقول أن تنتشر كل هذا الانتشار في العالم، وهي ناقصة غير مكتملة المعنى، خاصة "عندنا" في السعودية. مقولة "من جد وجد ومن زرع حصد" على سبيل المثال، عظيمة ورائعة، لكنهم لم يكملوها ولا أعرف السبب، لأنها المفروض تكون "من جد وجد، ومن زرع حصد، أهم شيء يكون يعرف أحد" عشان يدبره! | |
|