قـتـلـتـنـي الـذكـرايـات

حزنٌ عميـقٌ استوطـنني هذا المسـاء
وأخذَ يضـربُ بي يمنةً ويسـرة ..
و يمشي بي في سكةٍ طويلةٍ من سككِ الظـلامِ الموحشة
التي أجهـلُ بدايتها .. كما أجهلُ نهايتها

حزنٌ زارني وأعجبهُ المكوثُ بجانبي
عشق ذكرياتي الأليمة .. وأخذَ يعيدها ببطئ أمام ناظري
كي يتلذذ بعذابي ..!

أحبَ وجود كلمةً الخيانة في دفتـرِ أيامي
فأخذ يقلَّبُ صفحـاتِ الماضي بتأني ويسـردُ صوراً وحكاياتٍ عجزتُ عن نسيانها
أعجبهُ غيــابَ الحبيبِ عني
فهّمَّ باستحضـارِ اللحظـاتِ الجميلةِ التي قضيتُها معـه
ونثـَر كل رسـائلِ الغـرامِ التي كانت بيننـا ..

آآآآه كم أنت مرعبٌ أيـها الظـــلام ..
دائمـاً ماتذكرني بالفـراق .. بالوجـع .. بالدمـوع ..
وددتُ لو أن تكون حياتي كلُّها نـهاراً في نهـار .. كي لا ألتقي بـك

كي لا أذكرَ من رحـلوآ .. ومن قسـوآ .. ومن فارقتهم رغمـاً عني .. ومن جرحتهم .. ومن أحببتُهم
لأنـك بسكـونِـك تجبرني على الحنين ...

تُشعـِلُ فتيـلَ الذكـرى .. وتحرقني بنــار الشـوق .. وتصصصصمـُـت ..
وأبـدأُ أنـا بالبكـاءِ .. لعلَّهُ يغسـِلُ رمــاد شوقي .. ويبـدَّدُ سـوادَك ..

كم تؤلمُ قلبي الذكرى .. وإن كانت جميلة ..
فقد أصبحت ذكرى على كلَّ حـال ..

وكم أتمنى أن لاتنتهي لحظـاتي مع من أحب ..
لكن دوام الحالِ من المـُحـال ..

أنـا لا أُريدُ منــك أيها الزنجـيُّ شيـئـاً .. سـوى الرحمـة
والابتعــــاد كثيــــــــــــــراً ..
الابتعـــــاد لحيثُ اللارجعـة ..

أريـدُ أن أشتم أنفــاس الصبـح .. و أطـربُ بتغريـدِ العصـافيـر .. و أستذكرُ أيــام الطفـولة الجميلـة حينمـا أرى طفلةً من خلفِ الشبــاكِ في طريقـها إلى المدرسـة ..

حينهـا فقـط ستجفُ دمعتي التي رافقتني طـوآل زيــارتِك الثقيلة .. و سيتجددُ أملي بلقــاءِ الحبيب..