ساندي عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 03/06/2013
| موضوع: إلى قروية في البعد .. الثلاثاء يونيو 04, 2013 2:44 am | |
|
(غير ورقة معنونة بأسمك ، وحزن ملثوم بمنديل .. كيف تتركنيني لكل هذا البرد بمعطفٍ واحد والحنين لايدخل من نافذة وحسب ؟ .)
أحسبك قروية . لكنكِ لست الفتاة التي تغفل عن مداراة دمعة من محجري قبل أن تسقط ، ولست الفتاة التي في غمضةٍ يسرق من عينيها كحل قصائدي !.
أحسبك التي تكفكف عن تنهيدة صبري ، وشوط المسافات التي أخوضها في سباق مع الزمن/الحزن إليك . أحسبك التي تقيم قلبي .. فصدري جدار ليس باب ، يرمم .. أو بأضلاعه يسقط ! أحسبك - ويا للظنون - مازلتِ تراقصين زهرتك زهوًا بي . أنا .. كاتبك الذي يكتب ماتودين . يعترض على إرتفاع الأسعار ، البطالة ، العمالة ، يناضل في قضايا المساجين الذين أكتشفت مؤخرًا في حضرتك أنني واحدهم . ... وفي رهان خاسر أكتشفت غير ذلك !
كانت وحدتي تلوذ إليك ، أنتِ يامن أختارتك منفى ووطن .. عنه أذود وفيه أكتب أشعاري . كيف صدّقت ؟! .. أن أكذب المشاعر هي نشوات اللحظات التي نؤمن بأستدامتها ، وفي وهلة يبهت هذا الإيمان ويضعف ، وليتك أكتفيتي بضعفي .
حسبي أنني الذي مازال يجهل كيف يسرق ونين ليلك ، وشوق سامرك مع القلم . حسبي أنني الذي مازال يجهل أمام ذكاء طفلة مثلك كيف يمرض ويكسر بيديه جناحه ليظفر بعطفك .. لكنّه فور مايلمح نظراتك التي تقول "ليس هذا ماينطلي علي ياولد" ، يتماثل للشفاء ! .
لو أنني لم ألق في النساء دونك نقص لما عدت إليك ، ولو أنني لم ألق في النساء دونك خدش لما عدت إليك ، ولو أنني لم الق في النساء دونك مالم تثر فيهم واحدة بي غزارة البكاء .. ماعدت إليك ! وبكل خبث يتبادر في لوزتك الصغيرة هذا السؤال "مالذي يشفع عودتك ؟ "
.. مالذي يشفع عودتي ؟ وانا الذي بجزء من يديه نثرت ريشة مرقدي ؟ وانا الذي بجزء من غباوته وانا الذي بجزء من حماقته وانا الذي بجزء من تصابيه .. بأصابعي لاشيتُ وِحدة غيمتي !
.. انا الذي بكل مافيه يحبك .. وهذه حجتي ! .
كل هذه الأفاعيل الطفولية في حضرتك لم تزرع فيك الأمومة ، كل هذه المساعي لم تصب ، كل هذه النداءات ماحرّكت فيك اللقاء لتحيّة وداع .. أقلها . كيف آمل في رسالة أن تفعل ؟! .. أنني موقن بعدم جدواها ، لذا فأنا في خاطرتي المنأية هذه عن دفتر "أشعارنا" ليست إلا شبهًا بغصن يساير الريح ، يظن الناس أنه يفتنهم ، لكنه في الحقيقة يفعل ذلك صاغرًا .. مثلي . أنا في البعد ورقة خريف واهنة جدًا .. أمام عصف الريح . | |
|